لم يكن رجل الكربنييري الذي ينصت عبر الهاتف إلى شكاية المهاجر المغربي بنواحي مدينة بريشا يعتقد أن المسألة جدية وأن فعلا المتحدث يفضل السجن على استحمال إحدى أفراد عائلته.
فبعد أن قدم المهاجر المغربي نفسه وكشف عن هويته وأنه يتواجد رهن الإقامة الجبرية شرح للكربنييري أنه لم يعد يستحمل ازعاج عمة زوجته التي يقطن بمنزلها وانها أصبحت تشكل له إرهاص حقيقي لا يمكن إطاقته لهذا فهو يرجو من رجل الكربنييري أن يتصل بزملائه بمدينة بيرغامو لينتظروا وصوله إلى محطة القطار.
رجل الكربنييري وحتى يتأكد من جدية ما يسمع يسأل المهاجر المغربي لماذا بالضبط بيرغامو ولماذا لا تأتي إلى هنا مباشرة ببريشا، "لا لا سجن بيرغامو أفضل" يجيب المهاجر المغربي.
بعد ودع المهاجر المغربي زوجته الإيطالية استقل القطار مباشرة إلى بيرغامو وعند وصوله توجه مباشرة إلى سيارة الكربنييري التي كانت في انتظاره لتحمله إلى إحدى مكاتبها بالمدينة ،ليقضي ليلة عيد الفصح رفقة عناصر الكربنييري الذين شاركهم عشاء العيد.
وكم ستكون خيبة المهاجر المغربي البالغ من العمر 30 سنة حسب ما ذكرته صحيفة "إلجورنو" المحلية حيث أمرت قاضية القضايا الإستعجالية "ماريا لويزا ماتسولا" بإطلاق سراحه لأن السبب الوحيد لإدخاله السجن كان هو ابتعاده من مكان الإقامة الجبرية دون إذن المحكمة إلا أن القاضية عندما استمعت إلى "قصته" لم تر فيما فعل المهاجر المغربي أية مخالفة وان ظروفا قاهرة دفعته للإبتعاد.
عدم إدانة المهاجر المغربي شكل خيبة حقيقية حرمته من الدخول إلى السجن الذي اختاره لنفسه، وأن دخول هذا الاخير ليس بالأمر الهين بل عليه أن يجد "سيناريو" آخر حتى يبتعد عن قريبته الإيطالية.