فبعد ثمانية مواسم دراسية أشرف عليها 30 مدرسا مغربيا قامت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بإيفادهم إلى إيطاليا لتعليم أبناء وبنات الجالية المغربية اللغة العربية والثقافة والمغربية، وامام الإقبال الكبير من قبل العائلات المغربية والعربية من مختلف الجنسيات بل وحتى بعض الأسر الإيطالية التي رغبت في تعليم العربية، تفاجأ الجميع بعدم التحاق هؤلاء المدرسين بعملهم مع بداية السنة الدراسية الحالية.
ورغم محاولة المسؤولين المغاربة سواء على المستوى الديبلوماسي او الوزاري رمي الكرة في مرمى السلطات الإيطالية بحكم انها لم تستطع إيجاد صفة قانونية لتواجد هؤلاء المدرسين على التراب الإيطالي بحكم أن السلطات المغربية يرفض أن تمنح لهم الصفة الديبلوماسية التي كانت أعطيت لهم من قبل السلطات الإيطالية. إلا ان الأسر المغربية المتضررة من غياب هؤلاء المدرسين يبدو انها غير مقتنعة بتبريرات المسؤولين المغاربة وكيف انتبهوا إلى هذه الجزئية فقط بعد 8 سنوات باعتبار أن هؤلاء المدرسين متواجدين بإيطاليا منذ سنة 2006.
فاعلون جمعويون عديدون عبروا عن استيائهم من خلال اتصالهم بموقعنا عن ما أسموه بعدم جدية المسؤولين المغاربة في التعامل مع قضية جد مهمة مثل تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء مغاربة إيطاليا التي تشكل الشغل الشاغل لمعظم الأسر المغربية بالخارج وليس بإيطاليا فقط، مستغربين كيف أن إيطاليا تجد حلا لمدرسيها بالمغرب حيث يعلمون على تدريس اللغة الإيطالية ويعجز المغرب على إيجاد حل لمدرسيه رغم أن الامر يتعلق بما تعتبره معظم الأسر المغربية مصير أبنائها.
ويستغرب ذات الفاعلون لافتقاد سواء وزارة الجالية أو مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج التي تعتبر المسئول التنفيذي لتعليم العربية والثقافة المغربية لأبناء مغاربة العالم لما أسموه بالبرنامج الإستعجالي لتجاوز حالات مثل التي حدثت بإيطاليا، فالجميع يعلم أنه كان من الممكن تجاوز العديد من المشاكل لو تم إيفاد مثلا مؤطرين ميدانيين او حتى إعداد دورات تكوينية للمتطوعين الذين يرغبون في تدريس اللغة العربية لأطفال مغاربة إيطاليا.
فاعلون جمعويون عبروا عن استغرابهم كيف أن دولا ليست في حجم المغرب وليس لها جالية بحجم عدد الجالية المغربية لديها تاطير شبه دائم لجاليتها في مختلف المجالات في حين يبدو ان هناك مقاطعة تامة للدولة المغربية لابنائها بإيطاليا بعد سحب مدرسي اللغة العربية يضيف ذات الفاعلون.
وبالمقابل امام الإنسحاب المغربي الذي تؤكد المصادر الديبلوماسية المغربية انه مؤقت ولظروف طارئة خارجة عن إرادتها تشهد ساحة تعليم اللغة العربية تناميا ملحوظا من خلال عدد ازدياد المدارس المصرية وكذا الحضور القوي اللافت الذي أصبحت تحلته تونس في السنوات الاخيرة خاصة في إيفاد وفود التأطير والإشراف بالرغم أن عدد رعايا هاتين الدولتين لا يكاد يشكل ثلت عدد مغاربة إيطاليا.